هل يجوز الصيام إلى الظهر أثناء الجنابة في شهر غير رمضان؟ هذه مسألة شرعية ومن أهم مسائل الفقه الإسلامي التي يجب أن نعرفها لكي نفهم الشريعة الإسلامية، وسنتناول في هذا المقال حكم الصيام في حالة الجنابة حتى الظهر في شهر غير التي خصصت لرمضان وأيضا في رمضان. وسنناقش مسألة تأجيل الوضوء بعد الجنابة إلى عصر شهر رمضان.

هل يجوز الصيام إلى الظهر أثناء الجنابة في شهر غير رمضان؟

اتفق علماء المسلمين على أن من جنب من الليل وشرع في الصيام دون غسل فإن صومه صحيح ولا حرج عليه. ويدل على ذلك أكثر من حديث نبوي شريف في السنة النبوية، منها ما ورد عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم ليستفتيه، فاستمعت إليه، فقال خلف الباب: يا رسول الله، إن الصلاة تدركني وأنا جنب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني مغلوب على الصلاة وأنا جنب، فأنا صائم»، قال: «لست مثلنا يا رسول الله». من الله.” . وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. قال: والله إني لأرجو أن أكون أشدكم خوفاً عند الله، وأعلمكم بما أخاف.

وجاء في حديث أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها: «أرسله مروان إلى أم سلمة رضي الله عنها، فسأل عن رجل جنب في الصباح. هل يجب عليه الصيام؟ قالت: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم على جناية غير حلم، ثم لم يفطر ولم يقضي. وفي هذه الأحاديث قال الإمام الشوكاني: “وهذه الأحاديث استدل بها من قال إن الصيام ينطبق على من جامع في الصباح وأنه لا يحتاج إلى التوفيق في ذلك”. والحدث هو الجماع أو غيره، وقد ذهب فيه الجمهور، وزعم النووي أن الإجماع عليه ثابت، وقال ابن دقيق العيد: “وقد صار هذا إجماعاً أو نحوه”. والله تعالى أعلم.

هل يجوز الصيام أثناء الجنابة إلى الظهر في رمضان؟

وحكم الصيام في الجنابة إلى الظهر في رمضان هو نفس حكم الصيام في غير رمضان. أي أنه حلال في شرع الله عز وجل ولا حرج على المسلم في ذلك، ولكن يجب على المسلم أن يبادر إلى الاغتسال حتى يتمكن من أداء صلاة الصبح في وقتها. ومن نام على جنابة طلوع الشمس فاتته صلاة الصبح، وقال الشيخ عبد العزيز بن باز: رحمه الله تعالى:

وتأخير الغسل إلى ما بعد طلوع الشمس ليس فيه حرج على الرجل ولا المرأة إذا كان الجماع ليلا. أما لو أخر الغسل إلى طلوع الشمس فلا يجوز. ولما كان معناه تأخير الصلاة، وجب المبادرة بالغسل في ذلك الوقت، حتى تصلي في ذلك الوقت، ويؤدي الرجل الصلاة في ذلك الوقت، مع إخوانه، والصوم صحيح في جميع الأحوال. ؛ وما دام الجماع في الليل وأخر الوضوء فالصوم صحيح.

قرار بتأجيل الوضوء إلى ما بعد منتصف نهار رمضان

وتأخير الوضوء إلى ما بعد الظهر في شهر رمضان المبارك بسبب الجنابة لا يفسد الصوم، ولكنه يؤدي إلى تضييع وقت صلاة الصبح. ولذلك يجب على المسلم أن يحرص على أداء صلاة الصبح في هذا الوقت وعدم تأجيلها حتى تزول فهي ذنب يجب الاستغفار منه، ولذلك يجب على المسلم أن يتوضأ قبل أن تفوته صلاة الفجر، وينوي. ليصوم ويصلي ويصوم، ويتجنب احتمال الذنوب التي قد يرتكبها بتأخير الوضوء من الجنابة، والله تعالى أعلم.

وبهذا ينتهي هذا المقال بالبحث في جواز الصيام إلى الظهر في حال الجنابة في غير شهر رمضان. وتحدثنا عن نفس اللائحة الشرعية في رمضان ثم تناولنا مسألة تأخير الوضوء من الجنابة إلى ما بعد الظهر في شهر رمضان المبارك.