هل يجوز للمرأة أن تصوم أثناء الجنابة في رمضان؟ وهذه من أكثر المسائل الشرعية التي تهم الكثير من المسلمين. إن فهم الدين أمر ضروري وواجب على المسلمين حتى لا يقع المسلم في المحرمات بسبب جهله بالنظام الشرعي الذي أصدره الله رب العالمين. وسنتناول في هذا المقال حكم صيام المرأة أثناء الجنابة في شهر رمضان وفي غير رمضان.
ما المقصود بالنجاسة؟
الجنابة لفظ أو اصطلاح إسلامي يطلق على من جامع أو أنزل المني، ويسمى من يفعل ذلك جنباً لأنه عليه ترك الصلاة والمسجد والقرآن الكريم – النووي رحمه الله تعالى. قال في تعريف الجنابة:
صفة تطلق على المني والمجامع، فيسمى بذلك جنباً؛ لأنه يتجنب ويبتعد عن الصلاة والمسجد وقراءة القرآن الكريم، أما النجاسة في نهاية المحتاج فهي: حدث معنوي يؤثر على البدن وبالتالي لا تصح الصلاة.
هل يجوز للمرأة أن تصوم أثناء الجنابة؟
اتفق علماء المسلمين على أن المرأة إذا نجست بالليل ثم استيقظت في الصباح ولم تغتسل فإن صومها صحيح. ولكن الأفضل لها أن تستيقظ قبل أن يفوت وقت صلاة الصبح، وعليها أن تغتسل وتصلي الصلاة في وقتها، لأن ترك الصلاة ذنب عظيم يوجب الاستغفار والتوبة وعدم تركه. للعودة إليها. لكن الصيام لا يتأثر بالحدث أو عدم الوضوء والدليل ففي هذا الحديث الشريف الذي روته عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما أنه يقال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم “يعطي” عليه السلام، كان يطلع الفجر وهو جنب من أهله، فيغتسل ويصوم». والله تعالى أعلم.
هل يجوز الصيام أثناء الجنابة في شهر غير رمضان؟
ويجوز الصيام في غير رمضان، وقد اتفق على ذلك علماء المسلمين بناء على كثير من الأحاديث النبوية الصحيحة التي وردت في هذا الموضوع، ومنها رواية عائشة. أم المؤمنين رضي الله عنها: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستفتيه. فسمعت من وراء الباب، فقال: يا رسول الله، إن الصلاة تغمرني وأنا جنب. هل يجب أن أصوم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني مغلوب على الصلاة وأنا جنب، فأنا صائم»، قال: «لست مثلنا يا رسول الله». من الله.” . وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. قال: والله إني لأرجو أن أكون أشدكم خوفاً عند الله، وأعلمكم بما أخاف.
قال الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى تعليقاً على هذا الحديث وغيره من الأحاديث النبوية التي تثبت جواز الصيام على الجنابة في رمضان وخارج رمضان: «وقد استدل بهذه الأحاديث من قال: أن صوم من استيقظ على جنابة صحيح ولا يجب عليه إعادته، بلا فرق بين أن تكون الجنابة من جماع أو غيره، وقد أجاب الجمهور على هذا، وزعم النووي أنه قد كان في هذا إجماع، وقال ابن دقيق العيد: “وقد صار هذا إجماعاً أو نحوه”، والله تعالى أعلم.
وبهذه الأحكام الشرعية نصل إلى نهاية هذا المقال، حيث نسلط الضوء على ما إذا كان يجوز للمرأة أن تصوم أثناء الجنابة في شهر رمضان أم لا. ثم مررنا بنفس القاعدة ولكن في غير رمضان.