هل يجوز تصوير الموتى، وهو ما سنشرحه في هذا المقال، حيث أنه يعتبر من الضوابط الشرعية التي قد لا يعرفها الكثير من الناس ومن الضروري معرفتها للخروج من دائرة السقوط المفرغة؟ الوقوع في شك أو الوقوع في الحرام، ومن هذا المنطلق ومن خلال هذا المقال سنسلط الضوء لكم. وسيتم تسليط الضوء على ضرورة احترام حرمة الموتى وشرح أهم الضوابط الشرعية المتعلقة بتصوير الموتى، بالإضافة إلى مناقشة اللائحة الشرعية لتصوير القبور للعتاب والاعتبار.
احترام حرمة الموتى
فالإنسان لا يمكن المساس به، سواء كان حيا أو ميتا. قال الله تعالى في نزوله الفصل: “ولقد كرمنا بني آدم” كما كرّم الله تعالى المسلمين، وقد فصّلت الشريعة الإسلامية جوانب هذا التكريم وتحريم الاعتداء على جسده، كما أمّ وعن المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “”كسر عظم الميت ككسر عظم الحي”.” ويشير إلى أن كسر عظام الميت والحي إثم، كما أن كسر عظام الميت والألم ونحو ذلك يأثم فاعله ولو لم يعاني الميت، كما قال ابن حجر. وفي الفتح: “ومن المعلوم أن حرمة المؤمن بعد موته تبقى كما كانت في حياته”. لأن قداسة الأموات هي نفس قداسة الأحياء.
انظر ايضا:
هل يجوز تصوير الموتى؟
وفي الإجابة على سؤال هل يجوز تصوير الموتى، انقسم العلماء في تصوير الموتى؟ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن تصوير ذوات الأرواح، ولكنهم اتفقوا على جواز تصويرها لأي سبب، إذ كان المصورون مسئولين عن نيتهم تقليد الخالق تعالى، ملعوناً، وقيل عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “”الناس من يكونون يوم القيامة”.” “وإن المصورين سيعذبون أشد العذاب” إذ لا فائدة من تصوير الموتى لا بعد التغليف ولا قبله، والأحوط للمسلم أن يتجنب التصوير بأي شكل من الأشكال إلا لحاجة شرعية. لأن المنفعة المطلوبة من الذاكرة يجب الحصول عليها بما شجعت عليه. وتجوز زيارة القبور والتأمل في حال أهلها ومصيرهم. والجدير بالذكر أنه لا يجوز مشاهدة الميت على شريط فيديو إذا كانت عورته ظاهرة جاز تصويره، لكن يجوز إذا دعت الحاجة إلى ذلك، مثل معرفة أسباب المرض. الموت، الخ.
قرار تصوير الميت أثناء الوضوء
لكي نعطي الإجابة الصحيحة على سؤال هل يجوز تصوير الميت أثناء الوضوء، دعونا نتعرف على حكم تصوير الميت أثناء الوضوء حيث أوضح العلماء أنه لا يجوز تصوير شخص واحد الميت أثناء الوضوء. فإن النبي – صلى الله عليه وسلم – نهى عن ذلك، لكن عندما يتعلق الأمر ببيان طبيعة تغسيل الموتى كما شرع الله – سبحانه – فلا حرج في ذلك دون تقديمه. قال الشيخ ابن باز -رحمه الله- في تعليقه على هذه المسألة الشرعية:
أما إذا كان القصد تصوير الميت أثناء غسله فلا يجوز. لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تصوير ذوات الأرواح ولعن المصورين، وقال: “هم أشد الناس عذاباً يوم القيامة”، لكن إذا قصد السائل ذلك وصف شرح غسل الموتى كما سجله صلى الله عليه وسلم على شريط للتوزيع أو البيع، فلا بأس بذلك لأنه يعلم الناس الصلاة وغيرها مما يحتاج إليه الناس دونهم، تمثيل السجلات، وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح.
حكم نشر صور الميت في الواتس اب
ولا يجوز نشر صور الميت في شبكات التواصل الاجتماعي أو تعليق صوره في البيوت أو غيرها، فقد نهى النبي عن ذلك. وعن عائشة – رضي الله عنها – عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال: «إن أصحاب هذه الصور يُعذبون يوم القيامة فيُعذبون» “قال لهم: “”مبعثون إلى الحياة”، ما عندكم”، ولذلك ينصح بعدم وضعها للخروج من دائرة المحرمات أو الشك في وقوعهم في الأموات على وسائل التواصل الاجتماعي”. وبما أن الأمر مثير للجدل بين العلماء، لدفع الشبهة، فمن الأفضل تجنب نشر صور المتوفى على وسائل التواصل الاجتماعي.
القرار بتصوير القبور للتذكير والاعتبار
سبق أن بينا الإجابة الصحيحة على سؤال هل يجوز تصوير الموتى، ولكننا هنا نوضح حكم تصوير القبور. وقد نص العلماء على جواز تصوير القبور للتبشير بالموت، وقال في نزوله المهم: “”كل نفس ذائقة الموت”” لما فيها من ذكرى للناس في الآخرة، ولكن بشرط ألا يكون ذلك. تحتوي على صور ثلاثية الأبعاد لمحظورات ذوات الأرواح، فلا حرج في ذلك، لكن الأفضل تصوير القبور بدون أموات حتى لا يتم تعظيم أصحابهم، وقد وصف موقع الفتاوى الشرعية الإسلامية ذلك بما يلي:
ولا شك أن زيارة القبور أمر مهم. وقد أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وبين أن ذكر الآخرة ضروري للمسلم أيضاً. وبزيارة القبور يسلم على أهل القبور ويدعو لهم ويتفكر في أحوالهم. وعندما يتعلق الأمر بتصوير المقابر، فإنه يعزز الوعظ والتذكير بالموت والآخرة، ومن الآمن الإيمان بأهل المقابر وتعظيمهم فيما بعد. ولا نرى حرجًا في ذلك، لأن الأمر لا يتعلق بتصوير صور ثلاثية الأبعاد لكائنات حية، ومن الأفضل تصوير صور لمقابر مجهولة أو حتى فارغة – مجرد ثقوب – لحماية أنفسهم من التبجيل لاحقًا.
انظر ايضا:
تصوير الميت في القبر
لا يجوز تصوير الميت في القبر. لأنه يؤدي إلى كثير من المفاسد والفتن، فهو نوع من التلاعب الذي لا فائدة فيه. وبعد التشييع طلب بعض الناس في المقبرة من الشيخ البراك -حفظه الله- تصوير القبر لإظهاره، فهل يجوز ذلك؟ فأجاب: “إنه من باب الفضول والعبث، إلا تجديد الهموم أحياناً، والمبني على ذلك هو الافتتان بالتصوير” الذي انتشر في أيدي الناس، والرغبة في المشهد، وإلا فإن لهم قبوراً. صورة واحدة، ويمكن أن يتطور هذا العمل إلى تصوير الميت عند نزوله إلى القبر ووقت دفنه، وتصوير من حول القبر والمشيعين. “فالأولى للمسلم أن يكتفي بالدعاء للميت، فإن ذلك ينفعه، وينفعه تصويره في القبر، لأنه من المحرمات فيه”. الدين الإسلامي، وإذا كان لا بد من تصوير القبر فيجب أن يكون خالياً من الموتى حتى لا يتمجد أصحابه.
وإلى هنا عزيزي القارئ نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي قدمناه لكم بعنوان “هل يجوز تصوير الموتى؟” وقد وردتنا في هذا المقال بعض المعلومات حول احترام حرمة الموتى رداً على السؤال المطروح. ثم عرفنا حكم تصوير الموتى أثناء غسلهم. كما اختتمنا مقالتنا ببعض المعلومات حول تصوير الموتى في القبر.