المرأة تحب زوجها كثيراً، مخلصة له ولبيتها، تمنحه كل وقتها، تعتني بها وعندما يتزوجها لا تتحمل ولا تقبل الحسرة… ثم نراها تطلب الطلاق، لتخفيف حزنهم. فهل هذا يجوز لهم؟

البت في طلب الطلاق بسبب تعدد الزوجات

والله تعالى هو الذي أباح للرجل أن يتزوج مرة أو مرتين أو ثلاثاً أو أربعاً، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم: «وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فتزوجوا». “”ما شئت من النساء مرتين أو ثلاث أو أربع مرات.”” نساء: 3.

أي أنه ما دام عادلاً ويعامل المرأتين معاملة حسنة دون أي إهمال، فلن يضطر إلى طلاق أي من زوجتيه.

الشيطان هو الذي يوسوس للمرأة أنه يجب عليها أن تطلب الطلاق بعد أن يتزوجها زوجها، وبهذه الطريقة يستطيع إقناعها لأن قلبها مجروح بالفعل وتعتقد أن هذا هو خلاصها وراحتها.

لكن الطلاق يجلب معه خسارة عائلتها وانفصالها، وسيبقى الغضب، وستبقى الغيرة، وسيتبع شعور الهزيمة هذه المرأة أينما ذهبت. ليست مشاعرها فقط هي التي تطاردها، بل أيضًا آراء الناس والمجتمع لأنها امرأة مطلقة.

ما أجر من صبر على زواج زوجه؟

إن قدرة المرأة على إنقاذ بيتها من الانهيار ليست أمراً مجبوراً عليه، بل هي نتيجة حكمتها وذكائها وصبرها في مواجهة هذه المشقة. كما أنها علامة على قدرتهم الكبيرة على التكيف مع أسوأ المواقف.

وأما جزاء صبرهم فقد قال الله تعالى في الوحي المحكم:

“فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كافرا (24) واذكر اسم ربك صباحا ومساء (25) واسجد له بالليل وسبحه بالليل” (26)” (الإنسان: 24-26).

لماذا يجب على المرأة أن تصبر ولا تحصل على الطلاق؟

عندما أباح الله تعالى للرجل أن يتزوج أكثر من مرة كانت حكمة عظيمة تتمثل في المحافظة على عفة المرأة المسلمة وفي نفس الوقت عفة الرجل وإيجاد من يعتني بها ويعتني بها وينفق المال عليها عليها وعلى أولادها إذا كسبت عيشها، وهنا تتجلى قيمة الولاية التي شرعها الله.

فعندما تطلب الزوجة الأولى الطلاق من زوجها، تتحطم فكرة مشروعية الزواج الثاني وأهميته، وكأنه مخالفة لشرع الله!

متى يحق للزوجة طلب الطلاق بسبب تعدد الزوجات؟

الزواج عهد مقدس بين شخصين قررا معًا بناء منزل يذكر فيه ويعبد اسم الله الواحد، ويقوم على المودة والرحمة بين الزوجين.

إن بقاء الزواج يرتبط دائما ببقاء هذه القيم النبيلة، ولكن عندما تختفي ويكون هناك زواج تعيس لا تجد فيه المرأة إشباع كافة احتياجاتها النفسية والجسدية والمادية، فإن ذلك يفسد سبب الزواج. المكان الأول.

ولهذا شرع الله الطلاق، كما قال تعالى:

«الطلاق يقع مرتين فهو معروف أو جناح خير. 😂 إذا خفت أن حدود الله لن تحاكم فلن ترصف بها عندما تنجو بها.” هي حدود الله فلا تعتاد عليها. أولئك هم الظالمون» (البقرة: 229).

ولكن هذا لا يعني أن مجرد زواج الزوج بزوجته يضرها، ولذلك يجوز لها طلب الطلاق. لذلك لا يجوز هنا التحايل على شريعة الله.

حيث قال صلى الله عليه وسلم: “أيما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ضرر، فحرام عليها رائحة الجنة”. صلى الله عليه وسلم | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود الصفحة أو الرقم: 2226 | خلاصة قرار الحديث: صحيح

كيفية التعامل مع زواج الرجل من جديد

وبما أن قرار طلب الطلاق بسبب تعدد الزوجات هو في أغلب الأحيان خطيئة بالنسبة للزوجة الثانية، فعليها أن تتبع نهجا جديدا، يتمثل في التكيف مع الوضع الجديد على أمل أن يجعل ذلك حياتها أسهل.

1- الاستقرار العاطفي

إذا بالغت في مظاهر الصدمة النفسية فسوف تقع في انهيار خطير، ولن تتمكن بعد الآن من مواصلة حياتك ورعاية أسرتك، وسيعقد تعافيك بشكل كبير إذا وقعت في هذه الدوامة.

بل حاول أن تنظم أفكارك وتبحث عن حلول للمشاكل التي تظن أنك تعاني منها الآن، واحذر من إظهار ضعفك في هذه اللحظة، لأن من لا يستحق ذلك، يراك في حالة الهزيمة.

2- لا تطلبي الطلاق بسرعة

إن طلب الطلاق في هذا الوقت ليس قرارًا حكيمًا. بل المبدأ هو أنه يجب عليك أن تجلس وتفكر ببطء وترى كيف ستكون حياتك وما إذا كنت ستحصل على حقوقك كاملة أم لا. ونتيجة لذلك، عليك اتخاذ قرار.

3- لا تقلق على الزوجة الثانية

المقارنات المستمرة بينك وبينها مش حل أبداً للتغلب على مشاعرك. لذلك يجب عدم معرفة أو متابعة صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي. هذا يمكن أن يقتلك ببطء، لذا تجنبه تمامًا.

تكفيك مشاعر الغضب والغيرة التي تنتابك تجاه أفكارك، ومن الجيد أن تتمكن من تهدئتها، فلا تجعلها تؤثر عليك بعد الآن.

4- تجنب الشتائم

هذه السيدة الآن تحت تصرف زوجك، وإهانتها ووصفها بألفاظ مسيئة مثل “عاهرة الرجل” هي كلمات تهين زوجك نفسه في المقام الأول.

إذا قررت الدخول في هذا الزواج، فأنت ملزمة باحترام الأشخاص من حولك، بما في ذلك المرأة التي تزوجها زوجك. سيمنحك هذا حياة مستقرة ويسمح لك بالتأقلم مع الأمر، لكن خلق المشاكل لن يساعدك إلا على الحصول على حياة بائسة.

5- ركز على نفسك

إن إلهاء نفسك عن شؤونك الخاصة سوف يقطع شوطًا طويلًا في إبعادك عن الأشياء التي تجعلك غاضبًا من هذا الزوج والزوجة التي حصل عليها.

تعلم لغة أخرى، واكتسب مهارات جديدة، وطوّر شخصيتك بدورات تطوير الذات، وإذا تخليت عن جزء من دراستك يمكنك إكماله.

6- تأجيل المقابلة مع المرأة الثانية

أنت الآن في حالة ضعف شديد، وتشعرين بالنقص والنقص، وهذا ما دفع زوجك إلى الزواج من امرأة أخرى، وإذا قابلتها على هذه الحالة تصبح حالتك النفسية هي المادة الخام لاستفزازاتك لها.

ستبدو أيضًا ضعيفًا ومكسورًا، وهو ما لا تريده بالطبع، لذا اقضِ 6 أشهر على الأقل في العمل على نفسك وتطوير نفسك على جميع المستويات، سواء في المظهر أو الشخصية، عندها فقط ستكون جاهزًا.

7- اجعل منزلك مغناطيساً

انتبهي أنه مع الزوجة الثانية كل ما هو جديد معها سيكون مميزاً حقاً. فكر فيما كانت عليه الأيام الأولى من زواجك. فلا تشعري زوجك بأن البيت الآخر جنة والذي بينكما قطعة من النار أيضاً.

8- الاعتناء بالأطفال

إذا كان لديك أطفال من زوجك، عليك أن تعلمي أنه ليس مسؤولاً عن الوضع الذي تجدين نفسك فيه. حالتك النفسية وما حققته ليس ذنبها أيضاً، فتأكد من أنها ستنمو بصحة جيدة رغم كل ما حدث.

فطلب الزوجة الثانية الطلاق بسبب التعدد لا يجوز شرعا، وما عليها إلا الصبر والاستغفار عما حدث لها في قلبها.