هل يشعر الميت بأن هناك من يبكي عليه؟ هذا هو الموضوع الذي سنتعرف عليه لأنه عندما يفكر الكثير من الناس في البكاء على الميت، يقلقون بشأن ما إذا كانوا يشعرون به، خاصة إذا كان المتوفى من الأقارب المقربين عذاب الفراق، ولا بد من الحداد والبكاء عليه على الميت والحزن على فراقه ونحو ذلك.

هل يشعر الميت بأن هناك من يبكي عليه؟

واختلفت آراء العلماء في هذه المسألة. فمنهم من يؤيد القول بأن الأموات يشعرون بمن يبكون عليهم، وأنهم يشعرون ويسمعون الأحياء، ومنهم من يخالف هذا القول والسنة النبوية الشريفة:

  • قال بعض العلماء: “إن الميت في قبره لا يشعر ولا يسمع بكاء الأحياء وكلامهم، ولا يسمع ولا يرد السلام. فقد روي أن أم المؤمنين السيدة….” وأن عائشة – رضي الله عنها – أنكرت أن يسمع الموتى كلام الأحياء، وأدلت على ذلك بقول الله تعالى: “” أنت لا تسمع للموتى. ولا تسمع الصم الدعاء إذا تولوا وتولوا: “ولا يستوي الأحياء ولا الأموات والله تعالى يسمع لمن يشاء” ولا يسمع من في القبور.” ووافقها في هذا الباب جماعة من علماء الحنفية وبعض المعاصرين منهم: ابن باز، وابن عثيمين.
  • قال بعض العلماء: “إن الميت يسمع ويشعر بكل من يزوره في قبره”، وبنوا أدلتهم على ما جاء في السنة النبوية الشريفة، مثل الأدلة التالية:
    • وما روي عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى المشركين الذين قتلوا في غزوة بدر: “ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا”. قتلى بدر، ثم أتاهم فوقف عليهم فناداهم فقال: يا أبا جهل بن هشام، يا أمية بن خلف، يا عتبة بن ربيعة، يا شيبة بن ربيعة، أما وجدتم ذلك؟ إن ما وعد ربك حق؟ فإني وجدت أن ما وعدني ربي حق. فسمع عمر ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، كيف يسمعون وكيف يجيبون وقد مثلوا؟ قال: والذي نفسي بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكن لا يستطيعون أن يجيبوني. ثم أمر بهم فسحبوا فألقوا في قلب بدر».
    • وكذلك ما رواه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حيث قال بعد دفن الميت وتركه أصحابه: “إذا وضع الميت في قبره، سوف يسمعون ذلك.” فينقرون على صنادلهم وهم يغادرون. وفي رواية: «إذا وضع العبد في القبر وأعرض عنه أصحابه» فهذا الحديث صريح في أن الميت يسمع صوت أقدام أصحابه بعد دفنه.
    • وقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر أصحابه عند زيارة المقابر بالسلام على الموتى، كما جاء في الحديث الشريف: “”رسول الله صلى الله عليه وسلم”” وكان يعلمهم السلام إذا خرجوا إلى المقابر، وكان خطيبهم يقول في رواية أبي بكر: “السلام على أهل الأرض”، وفي رواية زهير: “السلام”. مع “أنتم.” ونحن إن شاء الله نسأل الله “العافية” لنا ولكم.

وعليه يمكن القول أنه يجب علينا أن نؤمن بما جاء في السنة النبوية الشريفة حول ما إذا كان الميت يشعر بمن يبكون عليه، وعن سماع الميت لكلام الأحياء، وما ليس في السنة الشريفة يقف السنة النبوية، وموقفنا من ذلك هو الوقوف، والله ورسوله أعلم.

انظر ايضا:

هل يجوز إطالة الحداد على الميت؟

الحزن والألم على الميت مشاعر خارجة عن إرادة الإنسان وإرادته وبالتالي لا حرج فيه وهو من الأعمال المباحة في ديننا الإسلامي ولكن الشرع حدده بثلاثة أيام فقط إلا إذا حزنت الزوجة على زوجها، فتحزن عليه العدة كلها، وهي أربعة أشهر وعشرة أيام. وكما جاء في قول الله تعالى: “والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصون”، أما إذا كانت المرأة حاملاً فعليها أن تحد على زوجها حتى تضع ولدها، كما في ذلك تقول الآية الكريمة: “وعلى الحوامل أن يلدن حملهن”. ومن يتق الله يجعل له أمره يسرا».

هل يشعر الميت بأن هناك من يبكي عليه؟

هل البكاء على الميت في قبره يعذبه؟

البكاء على الميت لا يشكل عذابا له في قبره، إلا إذا كان البكاء مصحوبا بالنحيب واللطم وتمزيق الجيوب، أو أوصى الميت أو استحباب البكاء عليه في حياته ولم ينكره. وكان الناس في الجاهلية يطلبون من أهلهم الحداد والبكاء عليهم بعد وفاتهم، وكان هذا أمراً شائعاً. وفي ذلك الوقت جاء الإسلام ونهى عن ذلك، كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس منا من لطم خديه، وفتح جيوبه، ودعا بدعوى الجاهلية” مرات”، والله ورسوله أعلم.

انظر ايضا:

حكم البكاء على الميت

وفي السنة النبوية الشريفة تفاصيل وبيان البكاء على الميت والحداد عليه. ومنها ما يجوز البكاء، ومنها ما يحرم البكاء:

البكاء على الميت أمر مشروع

والبكاء الشرعي على الميت هو البكاء الطبيعي بالدموع في العيون، دون رفع الصوت، ودون ندب أو ضرب أو فتح أكياس. وقد روى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حادثة وفاة ابنه إبراهيم فبكى عليها، فتعجب عبد الرحمن بن عوف – رضي الله عنه – وهو سأله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا ابن عوف، هذه رحمة. إن العين تدمع، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون». لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهما أو يرحم» وكان يشير بذلك إلى لسانه صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.

-حرمة البكاء على الميت

البكاء على الميت محرم وغير مشروع، وهو ما يكون مصحوباً بالنياحة، واللطم، وارتفاع الصوت، والصراخ، وتمزيق الثياب، ونتف الشعر، وغير ذلك من الألفاظ والألفاظ، وعدم الرضا بوصية الله تعالى ومشورته، صريحاً في أن هذه الأفعال محرمة. أفعال تغضب الله تبارك وتعالى ولا ترضاه. وجاء النهي عن هذه الأفعال في حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “”ليس منا من لطم خديه، وشقق جيوبه، ودعا بصيحة الجاهلية”.

انظر ايضا:

هل يشعر الميت بمن حوله قبل دفنه؟

يقال في الدين الإسلامي أن الميت يشعر بمن يزوره في قبره إذا كان من معارفه أو أقاربه في الدنيا ويستمتع بزيارة أحبابه وأقاربه ولا حرج على الزائر إذا قلت للميت: “أنا فلان ابن فلان” فيسلم عليه، فيرد عليه الميت السلام. وهذا يدل على أن الميت يشعر بمن حوله قبل الدفن وبعده، وفي هذا السياق جاء قول شيخ الإسلام ابن تيمية: «أما معرفة الميت بالحي إذا زاره ورحب به، فإن في “حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “”لا يمر أحد على قبر أخيه المؤمن الذي يعرفه في الدنيا، فيسلم عليه إلا أنه عرفه فرد عليه السلام قال المبارك: وقد ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعبد الحق صاحب كتاب الأحاديث. – الأحكام، أكدت ذلك.

هل يشعر الميت بأن هناك من يبكي عليه؟

وبنهاية هذه السطور نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي يجيب على سؤال: هل يشعر الميت بأن أحداً يبكي عليه؟ حرام، وما نهى عنه الإسلام من الحداد والحزن والبكاء على الميت. هل يشعر الموتى بأهلهم والأحياء من حولهم أم لا؟