وفي الصباح إذا تنفس وما مضمونه؟ ولماذا أقسم الله تعالى بهذا القسم وما مشاركته ؟ ما سبب نزول هذه الآية وسبب نزول سورة التكوير كاملة؟

وهذا هو محور حديثنا اليوم إن شاء الله.

وفي الصباح إذا تنفس

يقول الله تعالى في سورة التكوير (ورسول كريم)، ولنفهم معنى قوله تعالى (وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسُ) فلابد أن نعرف معاني الآيات السابقة لها أولاً، لأن فآيات القرآن قاضية ومتصلة ببعضها البعض، فلا تفهم الآية إلا قبل فهم الآية السابقة، وهو ما نبدأ بشرحه وتفصيله في السطور التالية.

إقرأ أيضاً

تفسير قوله تعالى (ولا أقسم بالخنسي)

أولاً يجب أن نوضح أن لله تعالى الحق في أن يقسم لمخلوقاته النجوم والكواكب وكل شيء آخر ما يشاء، فهو خالقها، وهو المتحكم في أحوالها. والأمثلة على ذلك كثيرة في القرآن. تبدأ سورة الفجر بقوله تعالى (وَالْفَجْرِ (1) وَاللَّيْلِ عَشْرًا (2) وَالشَّفْعُ وَالْوِتْرُ (3) وَاللَّيْلُ إِذَا سَرَى)، أقسم الله تعالى بالـ الفجر، وهو وقت الفجر المعروف، وحلف أيضاً بعشر ليال، وهي العشر الأول من ذي الحجة على الراجح، وهو يوم. عرفة، ثم حلف بعد ذلك. وكلمة (الشفع والوتر) تشير إلى يوم عرفة وأول يوم من أيام عيد الأضحى المبارك، لأن يوم عرفة هو اليوم التاسع، فهو عدد فردي (أي عدد فردي)، و ويوم النحر هو العاشر، فهو الشفع. وأقسم أيضاً (الليل يمر) أي إذا اختفى أو ذهب وجاء النهار.

وكل هذا من مخلوقات الله عز وجل فيقسم به متى شاء، والآيات كثيرة غير هذه الآيات، لكن ليس هذا محل ذكرها.

وأقسم الله تعالى (الخناس)، وفي تفسيره أقوال

  • قال السعدي في تفسيره “هي النجوم التي تدور، أي تتأخر عن حركة الكواكب المعتادة نحو الشرق، وهي النجوم السبعة المتحركة (الشمس، والقمر، والزهرة، المشتري والمريخ وزحل وعطارد).

لقد عرف العرب منذ القدم أن جميع النجوم والأفلاك لها مسار واحد نحو الغرب، وهذا مشترك بين جميع النجوم، ولكن هذه النجوم السبعة هي الوحيدة المعروفة بأن لها مساراً آخر يفصلها عن النجوم الأخرى. النجوم والكرات. ويسافرون أيضاً نحو المشرق، ولهذا سماهم الله (الخانات)، لأنها تنحرف عن النجوم والأفلاك الأخرى وتسير في طريقها.

  • وجاء في تفسير الطبري أن معناه “النجوم الخمسة المدارية وهي (بهرام، وزحل، وعطارد، والزهرة، والمشتري).” أي التي لا تنزل في أطوار القمر كسائر النجوم مثلا، وقيل إنها أكثر ظهورا من سائر النجوم.

تفسير قوله تعالى (الجوار جارح)

و (يكنس) عند العرب أي يختبئ ويختبئ كما يختبئ الضباع في جحورها. وكما ذكرنا فهي تبرز وتظهر في الليل ثم تختفي وتختفي في النهار. وهذا قول علي بن. ووافقه أبو طالب رضي الله عنه والقرطبي وابن كثير وعدد من المفسرين الآخرين.

واختلف العلماء والمفسرون فيها، وقال بعضهم أيضًا معناها بقرة الوحش. وتختلف البقرة الوحشية أو البقرة البرية عن الأبقار الداجنة التي نعرفها والتي يتم ذبحها. وكانت قرونها فارغة من الداخل).
ومن قال هذا فقد استبعد أن يكون المقصود بالكنس النجوم كما ذكرنا، ونزعوا إلى أن المراد بكنسها حمايتها في مخابئها وأوكارها وكهوفها.

ويصح كما ذكر المفسر ابن جرير الطبري في تفسيره أن يقول إن الله عز وجل يقسم بأشياء تظهر أحيانا وتختفي أحيانا، مهما كانت هذه الأشياء، لكن إذا رجعنا إلى تفسير قوله تعالى العرب، معنى (الكنس) عندهم هو المأوى الذي تعود إليه البقر. وحشية، كما جاء في قول آخر، وقد بين الطبري ذلك في الشعر العربي في قول “أوس بن حجر”

ألم تر أن الله أنزل المزن والظبي في الصيد؟

والمزنة في اللغة العربية هي المطر، كما وصف الشاعر أنه عندما يرسل الله تعالى المطر تختفي الأبقار البرية أو الظباء في مخابئها وتختنق.

إقرأ أيضاً

تفسير قوله تعالى (في الليل إذا ظلم)

وأقسم الله تعالى مرة أخرى بأحد خلقه فقال (في الليل إذا ظلام) وفيه أقوال

  • أولها أن معنى كلمة (عساس) يعني أنه انصرف واختفى عند طلوع النهار وأول الصبح، وهو قول عبد الله بن عباس وعدة مفسرين أشهرهم. منهم مجاهد بن جبر، وقتادة بن دعمة، والإمام الضحاك، وغيرهم كثير.

واستدل بعض من قاله بأن الآية التي بعدها تقول (والصبح إذا تنفس) أي انتشر نوره، وهو كقول الشاعر علقمة بن قرطي

مع أن الصبح له أن يتنفس ويلده ليلاً وينام

  • والثاني أن معناه إذا جاء واقترب وأظلم السماء الدنيا كلها. وقد ذكر الحافظ ابن كثير في تفسيره أنها تستخدم بمعنيين (الإتيان والرجوع) عند العرب، لكن النهج أولى.

تفسير قوله تعالى (والصبح إذا تنفس)

يقسم الله تعالى بالصبح الذي يضيء فيه الكون ويظهر نوره لجميع الناس، لا يخفى على أحد منهم، والمعنى ليس فقط إذا جاء النهار، بل إذا أصبح واضحا وظاهرا لهم. لكل مشاهد وهو الطبري والقرطبين وقول مفسرين الجماعة.

وقيل معنى (النفس) ولد، فيعني وقت ظهور النهار، أي أول طلوعه أول الصبح، وهذا قول طاب. ‘أنا سعيد بن جبير، ورواه بإذن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

وقيل أيضًا في معناه التنفس هو الانشقاق والكسر، وقيل تنفس الرمح أي انكسر وانشق.

تفسير قوله تعالى (وإنه لقول الرسول الكريم).)

وهذه الآية هي التي أقسم عليها، أي هي جواب القسم في جميع الآيات السابقة، وهي المراد إثباتها وتأكيدها في الآيات السابقة.

والقول المقصود هو القرآن الكريم، فإن الكفار كانوا ينكرون رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقولون إنه شاعر اخترع القرآن. بحتة من الشعر ومن وجهة نظره. وهذا تأكيد من الله لهم على أن القرآن كتاب منزل أرسله الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. وأمين الوحي هو جبريل عليه السلام وقد أمر الله نبيه أن يبلغه للناس ويدعوهم إليه وإلى تعاليمه السمحة.

والمراد بقوله “الرسول الكريم” هو جبريل عليه السلام وهو الوحي من الله عز وجل، و”الكريم” يعني جميل الطبع وحسن المظهر، وهذا هو رأي الجمهور. المفسرون كابن عباس وقتادة والضحاك وغيرهم.

إقرأ أيضاً

قصة أبو جهل مع سورة التكوير

فلما نزل قول الله عز وجل (فمن شاء منكم أن يتصدق)، قال أبو جهل (إن الأمر إلينا، إن شئنا صدقنا، وإن لم نفعل لم نفعل). كن صادقاً.) أراد أن الله ليس من شؤون عباده شيء، وللعبد أن يختار الهدى أو الضلال، فقد أجابه الله تعالى بقوله في آخر الآية من السورة ( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين.) إرادة العبد تسبق إرادة الله ولا تتبعها، فالله وحده هو الذي يتولى أمر عباده.

إلى نكون قد انتهينا من تعليق المعلقين على موضوع اليوم بقول “والصبح إذا تنفس” على أمل أن تكونوا قد استمتعتم بقراءة هذا الموضوع وأن يكون قد أنعش قاعدتكم المعرفية والثقافية. أتمنى من الله أن لا يثقل هذا الموضوع صدركم، والله ولي التوفيق.